كتبه أ/ مي محمد
لمعرفة كيفية علاج التهاب المعدة يجب أن نعرف ما هو التهاب المعدة وما هي
أعراضه وكيفية تشخيصه؟
يصاب العديد من الأشخاص بالتهاب المعدة، أو ما يعرفه البعض بـإنفلونزا المعدة،
بالرغم أنها قد لا تكون لها صلة بالإنفلونزا.
حيث إن الإنفلونزا المعروفة، تصيب الجهاز التنفسي، والأنف، والجيوب الأنفية،
والحلق، والرئتين، لذا فهو مصطلح غير صحيح طبياً.
يُصيب التهاب المعدة الجهاز الهضمي الذي يتكون من الفم، والمريء، والمعدة،
والأمعاء، والقولون.
وهو عدوى معوية قد تكون بكتيرية أو فيروسية أو طُفيلية، وإذا كان فيروس[1] ياً فهذا خطر.
يصاب به الشخص نتيجة تناول الطعام الملوث، أو الماء الملوث، أو الاختلاط بشخص
مصاب.
يعد التهاب المعدة الفيروسي الأكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم، ولكن ليس
من السهل تحديد عدد الأشخاص الذين يصابون به كل عام.
ما هي أعراض التهابات
المعدة؟
ولعلاج التهاب المعدة يجب تحديد الأعراض، وهناك عدة أعراض، وهي تختلف، ما إذا
كان المصاب بالغاً أو طفلاً، وأعراض التهابات المعدة بالنسبة للبالغين هي:
الإسهال: وهو من أبرز
الأعراض، وإذا استمر أكثر من يومين فيجب الذَهاب للطبيب.
الغثيان والقيء: يعد ثاني
أبرز الأعراض، ويمكن أن يتطور ليتقيئ دماً.
ارتفاع درجة الحرارة: إذا
تجاوزت درجة الحرارة 40 درجة مئوية
فقدان الشهية: عدم
الرغبة في الأكل، والشرب.
ألم البطن وتشنجات: الشعور
بالألم، والتشنجات، والتقلصات.
الشعور بالجفاف: وتشمل
العطش وجفاف الفم، وضعف البول أو انعدامه.
أما أعراض التهابات المعدة بالنسبة للأطفال والرضع هي:
الإسهال: حيث يكون إسهال
يصاحبه دماء.
القيء: ويجب التمييز بين
القيء والقشط إذا كان الطفل رضيع.
ارتفاع درجة الحرارة: إذا وصلت
درجة الحرارة إلى 38.9 درجة مئوية فأكثر.
فقدان الشهية: عدم رغبة
الطفل في الطعام وتوقفه عن الأكل، وإذا كان رضيع يمتنع عن الرضاعة.
الشعور بالجفاف: وذلك عن
طريق ملاحظة علامات الجفاف بمقارنة كَميَة السوائل التي يتم شُربها،
وكمية البول بالكمية الطبيعية لهم، وبالنسبة للرضع جفاف الحفاض لمدة ست ساعات.
بالإضافة لجفاف الفم والعطش والبكاء
دون دموع.
أشهر الفيروسات
والبكتيريا التي تسبب الالتهابات
إذا أردنا علاج التهاب المعدة يجب معرفة سبب الالتهاب لتحديد نوع العلاج.
وهناك عدة فيروسات تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المعدة منها:
●
فيروس نوروفيروس (Norovirus): شائع
بين الأطفال في سن المدرسة، وينتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوثين.
●
فيروس
الروتا أو العجلي (Rotavirus): هو
السبب الأساسي لالتهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال الرضع.
ويصيب الأطفال من عمر ثلاثة أشهر حتى سنة ونصف أو سنتين.
ولكن مع ظهور تطعيم الروتا للرضع قلت نسبة الإصابة به بنسبة 80 %.
●
الفيروس
النجمي أو أسترو فيروس (Astrovirus): يصيب أي
شخص، ولكنه يصيب الأطفال والرضع بشكل أكبر، عادة ينتقل عن طريق الرزاز الفموي.
على الرغم أن الفيروسات هي المسبب الأساسي إلا أن البكتيريا قد تُسبب أيضا
التهابات المعدة ومن أبرز أنواع البكتيريا هي :
●
سالمونيلا (Salmonella): وهي
عدوى بكتيرية تسبب الإسهال والحمى وآلام المعدة، يتم الإصابة بها نتيجة تناول
دواجن أو لحوم أو بيض أو طعام غير مطهو جيداً،
●
الشيغيلا (Shigella): هي بكتيريا تسبب
الإسهال، تتم الإصابة بها عند تناول طعام ملوث،
أو شرب ماء ملوث أو الاتصال بشخص
مريض، وأيضًا خلال النشاط الجنسي مع شخص مريض.
●
عدوى المطثية العسيرة أو التهاب القولون الغشائي الكاذب (Clostridium
difficile): هو نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب
الإسهال.
غالبًا يتم الإصابة بها نتيجة تناول المضادات الحيوية، يمكن علاجها بنوع مختلف
من المضادات الحيوية.
●
الإشريكية القولونية (Escherichia
coli): وهي بكتيريا تسبب عدوى في الجهاز الهضمي والجهاز البولي
وأجزاء أخرى من الجسم.
في كثير من الأحيان، يمكن أن تعيش في
أمعائك دون أن تؤذيك، لكن بعض السلالات يمكن أن تجعلك مريضًا بالإسهال والقيء
والحمى.
كيف يتم تشخيص التهاب
المعدة؟
ليتم تحديد علاج التهاب المعدة، يجب التشخيص جيدا، وذلك اعتماداً على الأعراض
التي يشرحها المريض للطبيب.
ولكن يجب مراجعة السجل الطبي للمريض،
وإجراء بعض الفحوصات للتأكد.
حيث إن هناك بعض الأمراض التي تتشابه في الأعراض، ومن أهم الفحوصات:
تحليل البراز: للكشف
عن وجود أي فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.
تحليل الدَم: بأخذ عينة من
الدَم وتحليلها، ومعرفة ما إذا كان يوجد فيروس، أو بكتيريا في الدَم.
التنظير أو المنظار: يقصد به
أنبوب مرن رفيع به كاميرا يدخلها الطبيب للنظر داخل الأمعاء.
علاج التهاب المعدة
الشديد والقولون
بما أن التهاب المعدة يصيب الجهاز الهضمي، وتعد المعدة والأمعاء الدقيقة
والأمعاء الغليظة (القولون) جزء من الجهاز الهضمي، فإنه أيضا يصيب القولون.
إذا أُصيب الشخص بالتهاب المعدة الشديد، فأنه ينتقل إلى القولون (الأمعاء الدقيقة
والأمعاء الغليظة).
إذا كان المسبب فيروس عادة ما يتم علاج التهاب المعدة الشديد والقولون من تلقاء نفسه،
أما إذا كان المسبب بكتيري فيتم إعطاء
المريض مضاد حيوي مناسب لنوع البكتيريا الموجودة.
كما يجب التنبيه إلى عدم استخدام أي مضادات للإسهال حتى لا يزيد من العدوى.
علاج التهاب المعدة
للاطفال
قد تختلف أسباب التهاب المعدة عند الأطفال عن البالغين، فبالإضافة إلى
الفيروسات، والبكتيريا، والفطريات، قد يتناول الأطفال شئ ملوث، أو يبتلعون جزء من
لُعبَة، أو يضعون أيديهم في فمهم وهي محملة بالجراثيم والبكتيريا.
وقد تختفي أعراض الأطفال دون علاج أيضا مثل البالغين، إذا كان السبب فيروسي،
أما إذا كان بكتيري فيحتاج لمضاد حيوي يحدده الطبيب.
بالإضافة إلى تعليمات الطبيب، لا يجب
إعطاء الأطفال أطعمة أو سوائل تسبب تهيجًا، مثل البرتقال، والحمضيات، والصلصة،
والطعام الدهني.
إعطاء الأطفال الأطعمة الصحية، تشمل الفواكه، والخضروات، ومنتجات الألبان
قليلة الدسم، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
شرب السوائل وتجنب إعطاء الأطفال مشروبات، تحتوي على الكافيين، أو عصائر
الفواكه الحمضية، أو الصودا.
كيف أعالج التهاب
المعدة في المنزل؟
يتساءل البعض عن علاج التهاب المعدة في المنزل، والإجابة في الخطوات التالية:
●
ترك المعدة ترتاح: وذلك بأخذ
استراحة من تناول الطعام الصلب، والابتعاد عن تناول الطعام الحار، والطعام الدهني،
ومشتقات الألبان.
●
تناول الأطعمة الخفيفة: مثل الفواكه،
والخضراوات، والحبوب، والتوست، والخبز، والأرز، والبطاطس، والفراخ واللحوم الخالية
من الدهون.
●
تناول السوائل الكافية: يجب شرب الكثير
من السوائل، والعصائر، على فترات تجنبا لحدوث جفاف للجسم، ولكن يجب تجنب المشروبات
الغازية.
بالنسبة للأطفال والرضع، يمكنهم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، أو الحليب
الصناعي، مع السوائل الإضافية مثل محلول الجفاف أو العصائر الطبيعية إذا كانت
أعمارهم تسمح.
●
أخذ قسط من الراحة: يجب على المريض
أن يرتاح ولا يعرض نفسه لأي مجهود وأن ينام جيدا.
وفي الختام، يمكننا تجن[2] ب علاج التهاب المعدة بتجنب الإصابة بالتهاب المعدة من البداية، ويجب أن
نكون على حذر ونأخذ الاحتياطات اللازمة.
ويجب علينا أن نقي أنفسنا ونقي من حولنا فبالحفاظ
على أنفسنا نحافظ على عائلتنا ومن حولنا، فالوقاية خير من علاج.
ويجب علينا أن نتبع خطوات الوقاية مثل:
1- غسل الأيدي جيدا: قبل
تحضير الطعام، وقبل الأكل، وعند لمس الأسطح، وإذا لمست شخص مصاب، وبعض استخدام
المرحاض، وعند تغيير الحفاض للرضع.
2- تحضير الطعام بطريقة صحية وسليمة: غسل
الفواكه والخضراوات جيدا، تجنب تناول الطعام الغير مطهو جيدا، وشرب الألبان
المبسترة.
3- استخدام الأدوات الشخصية: كل شخص
له أدواته الشخصية من معلقة وشوكة وطبق وكوب ومنشفة شخصية.