ماذا تعرف عن التهاب الجيوب الانفية المزمن؟

 د/ دعاء مصطفى


يُعرف التهاب الجيوب الانفية المزمن بأنه التهاب طويل الأمد، أو عدوى في الجيوب الأنفية، تستمر مدة أكثر من ثلاثة أشهر (12 أسبوع).

تتكون الجيوب الأنفية من تجاويف، أو فراغات مملوءة بالهواء بالقرب من ممر الأنف، ومبطنة بالأغشية المخاطية، وهناك أربعة أنواع مختلفة من الجيوب الأنفية:

1. الجيوب الأنفية الغربالية Ethmoid: تقع في الوجه، حول منطقة جسر الأنف، وهذه الجيوب موجودة عند الولادة وتستمر في النمو.
2. الجيوب الأنفية الفكية Maxillary: تقع داخل الوجه، حول الوجنتين، وهذه الجيوب موجودة عند الولادة، وتستمر في النمو.
3. الجيوب الأنفية الجبهية Frontal: تقع داخل الوجه، في منطقة الجبهة، ولا تتطور هذه الجيوب الأنفية حتى سن سبع سنوات تقريبًا.
4. الجيوب الأنفية الوتدية Sphenoid: تقع في عمق الوجه، خلف الأنف، ولا تتطور هذه الجيوب الأنفية حتى سن المراهقة.
5. تصنع الجيوب الأنفية مخاطًا رقيقًا يُصرَّف عبر قنوات الأنف، ويعمل هذا الصرف كنظام ترشيح، ويحافظ على نظافة الأنف وخلوه من البكتيريا، ويمكن أن تُصاب الجيوب الأنفية بالعدوى عند انسدادها وامتلائها بالسوائل.
6. يحدث التهاب الجيوب الانفية المزمن في حالة إهمال الالتهاب الحاد، أو علاجه جزئيًا.
7. نستعرض في هذا المقال التهاب الجيوب الانفية، وأعرضه، وأسبابه، وكيفية علاجه.

ما هي اعراض التهاب الجيوب الانفية المزمن؟

• قد تشمل أعراض التهاب الجيوب الانفية المزمن ما يلي:

• الشعور بالألم عند لمس المناطق المحيطة بالأنف، والعينين، والجبهة.

• سيلان الأنف.

• إفرازات سميكة صفراء اللون، أو خضراء من الأنف.

• انسداد الأنف؛ مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.

• آلام الأسنان.

• الصداع.

• ألم الفك.

• التهاب الحلق.

• ارتداد الإفرازات الأنفية للخلف، وصولًا للحلق.

• تورم حول العينين، يزداد سوءًا في الصباح.

• السعال.

• الشعور بالتعب، والإرهاق.

• ألم الأذن.

• فقدان حاسة التذوق والشم.

• رائحة الفم الكريهة.

• صعوبة النوم طَوال الليل، وقد تظهر دوائر داكنة تحت العين.

أسباب التهاب الجيوب الأنفية

يمكن أن يحدث التهاب الجيوب الانفية المزمن بسبب عدة عوامل، وتشمل ما يلي:

1. انسداد الممرات الهوائية بسبب الربو، أو الحساسية، أو بسبب حالات مرضية أخرى مثل التليف الكيسي.
2. الالتهابات التي يمكن أن تكون بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية.
3. هياكل الأنف غير الطبيعية، مثل انحراف الحاجز الأنفي (يكون حاجز الغضروف والعظام أسفل منتصف الأنف ملتويًا، أو متجهًا إلى الجانب).
4. عدوى الجهاز التنفسي.
5. الأورام الحميدة (الزوائد)، والسلائل الأنفية التي تتسبب في انسداد الأنف.
6. ضعف الجهاز المناعي؛ مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى، بما في ذلك التهابات الجيوب الأنفية.
7. الحساسية؛ إذ يؤدي الالتهاب الناتج عن الحساسية إلى انسداد الجيوب الأنفية.

هل يمكن علاج التهاب الجيوب الانفية المزمن؟

يمكن علاج أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ولكن ربما يتعين عليك استخدام أكثر من علاج واحد.
إذا كان الطبيب الخاص بك يعتقد حقًا أنك مصاب بعدوى بكتيرية، فقد يعطيك وصفة طبية تحتوي على مضاد حيوي مثل: الأموكسيسيلين Amoxicillin.
هناك وسائل أخرى لعلاج التهاب الجيوب الانفية المزمن غير البكتيري، وتشمل ما يلي:

تجنب المسببات (عادةً ما تكون مرتبطة بالحساسية، والعوامل البيئية).
استخدام بخاخات الكورتيكوستيرويد داخل الأنف corticosteroid nasal sprays، ومضادات الليكوترين؛ لتقليل الالتهاب.
إذا كان الالتهاب نتيجة للإصابة بعدوى فطرية؛ يُستخدم مضاد للفطريات.
استخدام بخاخات الأنف، التي تحتوي على محلول ملحي؛ لغسل الأنف، وتقليل الاحتقان.
علاج الحالة الأساسية المُسببة للمرض مثل: الحساسية، أو الربو، أو حالات نقص المناعة، بأدوية مثل مضادات الهيستامين الموضعية، أو الستيرويد، أو البخاخات، أو حبوب مضادات الهيستامين مثل: الزيرتك zyrtec.
الخضوع للجراحة؛ لتصحيح المشكلات الهيكلية مثل انحراف الحاجز الأنفي، أو لإزالة الأورام الحميدة أو الكرات الفطرية.
إجراء عملية تسمى التوسيع البالوني للجيوب الأنفية، التي تُدخل بالونًا في تجويف الجيوب الأنفية لفتحه أكثر، وإتاحة مساحة أكبر.
وسائل الوقاية من الإصابة بالتهاب الجيوب الانفية المزمن

الإقلاع عن التدخين، وتجنب التدخين السلبي.
استخدام المرطب للحفاظ على رطوبة أنسجة الأنف.
تناول الأطعمة الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام للبقاء بصحة جيدة.
غسل اليدين بعناية بالصابون والماء.
تجنب المواد المسببة للحساسية مثل: وبر الحيوانات، والغبار، وحبوب اللِقاح، والدخان، والعفن، التي تسبب التورم في الجيوب الأنفية.

التهاب الجيوب الانفية المزمن عند الاطفال

تتباين أعراض التهاب الجيوب الانفية المزمن لدى الأطفال حسب عُمر الطفل، فقد يُعاني كل طفل أعراضًا مختلفة.

الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الجيوب الانفية المزمن في الأطفال

• سيلان الأنف، الذي يدوم أكثر من عشرة أيام.
• إفرازات سميكة لونها أخضر أو أصفر.
• السُعال الليلي.
• السُعال النهاري العرضي.
• تورم حول العينين.
• عادةً لا يشكو الطفل من الصداع إذا كان عمره أقل من خمس سنوات.
• أسباب الإصابة بالتهاب الجيوب الانفية المزمن في الأطفال
• تحدث عدوى الجيوب الأنفية في بعض الأحيان بعد عدوى الجهاز التنفسي العلوي، أو نزلات البرد، مما يتسبب في التهاب الممرات الأنفية، وانسدادها نتيجةً لتراكم السوائل؛ مما يؤدي إلى حدوث التهاب في الجيوب الأنفية.
•  تؤدي الحساسية إلى التهاب الجيوب الأنفية؛ نتيجة لتورم أنسجة الأنف، وزيادة المخاط.

يمكن أن تمنع بعض الحالات الأخرى التدفق الطبيعي للإفرازات من الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى التهاب الجيوب الأنفية، وتشمل هذه الحالات ما يلي:

• التشوهات في بِنْيَة الأنف.
• الالتهابات الناتجة عن الأسنان.
• الإصابة في الأنف.
• الأجسام الغريبة العالقة في الأنف.
• الحنك المشقوق Cleft palate.
• مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).

قد تبدأ البكتيريا في النموعندما يتوقف تدفق الإفرازات من الجيوب الأنفية، وهذا يؤدي إلى التهابها، والبكتيريا التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية مثل:

1. العقدية الرئوية Streptococcus pneumonia.
2. المستدمية النزلية Haemophilus influenzae.
3. الموراكسيلا النزلية Moraxella catarrhalis.
4. يجب أن يستهدف علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن أنواعًا مختلفة من البكتيريا ، مثل pseudomonas (سالبة الجرام).
5. علاج الجيوب الانفية المزمن للأطفال
6. سيحدد الطبيب الخاص بالطفل علاجًا لالتهاب الجيوب الأنفية بناءً على عمر الطفل، وصحته العامة، وتاريخه الطبي، وكذلك حِدة المرض.

قد يشمل علاج التهاب الجيوب الأنفية للطفل ما يلي:

• المضادات الحيوية، على النحو الذي يحدده الطبيب (مدة 14 يومًا على الأقل).
• أسيتامينوفين acetaminophen (للألم، أو عدم الراحة).
• مزيل الاحتقان (pseudoephedrine)، ومذيب المخاط (guaifenesin).
• استخدام بخاخ للأنف لتقليل الالتهاب.
• أدوية لعلاج ارتجاع المريء.
• إجراء جراحة لإزالة اللحمية.
• جراحة الجيوب الأنفية بالمنظار.
• قد لا تستخدم المضادات الحيوية في أول 10 إلى 14 يومًا، إلا إذا ظهرت أعراض شديدة مثل: الحمى، أو ألم الوجه، أو التورم حول العين، ولا ينبغي اللجوء للجراحة إلا إذا فشلت العلاجات الأخرى.

التهاب الجيوب الانفية المزمن والدوخة

يمكن أن يتسبب الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الانفية المزمن في الشعور بالضغط في الرأس، خاصةً بالقرب من الجبهة وتحت العينين.
يحدث هذا بسبب تراكم السوائل في الجيوب الأنفية، أو بسبب العدوى.
 يصاب بعض الأشخاص أيضًا بالدوار، أو الشعور بالمرض، أو انخفاض مستويات الطاقة لديهم؛ مما يسبب الشعور بالإرهاق.

ختامًا، لا يُعد التهاب الجيوب الانفية المزمن مرضًا مهددًا للحياة، ولكنه أحد أكثر الأمراض إزعاجًا؛ حيث يؤثر في نوعية حياة المريض، وجودتها، ولكن يمكن التكيف معه باتباع العلاج، وتجنب مسببات المرض.

تعديل المقال