كتبه/د. داليا محمود
ينخفض ضغط الدم نتيجة لإنخفاض قوة تدفق الدم بالشرايين.
يقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقى وتوصف الحالة بأنها انخفاض بضغط الدم عندما تكون القراءة أقل من 90/60 ملم زئبقي.
يتفاوت معدل انخفاض ضغط الدم من شخص لأخر؛ فالمعدل المنخفض لشخص قد يكون طبيعيا بالنسبة لشخص أخر وكذلك قد يسبب انخفاض الدم أعراض وقد لا يسبب أعراض يمكن ملاحظتها وفي بعض الحالات قد يكون انخفاض الدم مهددا للحياة.
*قد يكون الجفاف احد اسباب ضغط الدم المنخفض وقد يكون علامة على حالة طبية خطيرة.
أنواع انخفاض ضغط الدم
ينخفض ضغط الدم نتيجة لعوامل طبيعية (تغيير وضعية الجسم بسرعة) أو نتيجة لأثار جانبية لبعض الادوية وقد يكون دلالة على أعراض مرضية خطيرة.
من الانواع التى يحدث فيها انخفاض ضغط الدم ولا تطلب علاجا:
انخفاض ضغط الدم الانتصابي: ويحدث نتيجة تغيير وضعية الجسم فجأة عند الاعتدال من الجلوس أو الاستلقاء، في الغالب لا يحتاج علاج ولكن ينصح الشخص بتغيير وضعية جسمه بهدوء وروية.
•انخفاض ضغط الدم بعد الأكل: يستغرق من ساعة لساعتين بعد الأكل وكذلك لا يحتاج علاجا في الغالب وإنما ينصح الشخص بأكل وجبات صغيرة الحجم منخفضة الكربوهيدرات والإكثار من شرب الماء.
•انخفاض ضغط الدم عصبيا نتيجة للوقوف لفترات طويلة ويحدث أكثر في الاطفال والمراهقين ولا يحتاج إلى علاج.
•الضمور الجهازى المتعدد المصحوب بانخفاض ضغط الدم الانتصابي: حالة نادرة تصيب الجهاز العصبى اللاإرادى ويكون مصحوبا بارتفاع ضغط الدم فى وضعية الاستلقاء فيما يعرف بمتلازمة شاى دريغر.
اسباب انخفاض ضغط الدم
هناك أسباب مختلفة لانخفاض ضغط الدم ؛بعضها يرجع لعوامل طبيعية وبعضها الاخر إما كنتيجة لتناول ادوية معينة تؤثر على ضغط الدم وقد يكون نتيجة لاعراض صحية خطيرة .
تُصنِّف جمعية القلب الأمريكية ضغط الدم الصحي بأنه مستوى ضغط الدم الطبيعي. عادةً ما يكون ضغط الدم الطبيعي أقل من 120/80 ملم زئبقيًا.
تتفاوت قيم ضغط الدم على مدار اليوم. فهي تعتمد على:
وضعية الجسم.
التنفس.
الطعام والشراب.
الأدوية.
الحالة البدنية.
التوتر.
الوقت من اليوم.
يصل ضغط الدم عادة إلى أدنى مستوياته أثناء الليل، ويرتفع ارتفاعًا حادًا عند الاستيقاظ.
الحالات المرضية التي يُمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم:
تشمل الحالات التي يُمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم ما يأتي:
الحالات المَرضية للقلب وصماماته. قد تؤدي النوبة القلبية وفشل القلب واعتلال صمامات القلب وانخفاض سرعة القلب، المعروف ببطء القلب، إلى انخفاض ضغط الدم.
مشاكل مرتبطة بالهرمونات: قد تؤدي حالات مَرضية، مثل مرض أديسون الذي يصيب بعض الغُدد التي تفرز الهرمونات الأساسية، إلى انخفاض ضغط الدم. قد يؤدي انخفاض مستوى السكر في الدم، المعروف أيضًا بنقص سكر الدم، إلى انخفاض ضغط الدم. كذلك قد يؤدي مرض السكري إلى انخفاض ضغط الدم.
الجفاف. ينخفض مقدار الدم في الجسم عندما لا يتوفر الماء في الجسم بالقدر الكافي. ويؤدي ذلك إلى هبوط مستويات ضغط الدم. قد تؤدي الحُمّى والقيء والإسهال الحاد والإفراط في استخدام الأدوية المدرّة للبول والتمارين الشاقة إلى الإصابة بالجفاف.
نزف الدم. يقلل نزف الكثير من الدم كمية الدم أيضًا، ما يؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم. تشمل أسباب نزف الدم الشديد الإصابات والنزيف الداخلي.
العَدوى الشديدة. عند دخول عَدوى ما إلى مجرى الدم، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم بشكل يهدد الحياة، يُسمى الصدمة الإنتانية. تُعرف العَدوى التي تحدث عندما تدخل جراثيم إلى الدم وتنتشر فيها أيضًا بإنتان الدم.
الإصابة بتفاعل تحسُّسي شديد، يُعرف أيضًا بالتَّأَق. من أعراض التفاعل التحسسي الحاد الهبوط المفاجئ والشديد في مستوى ضغط الدم.
نقص العناصر المُغذية في النظام الغذائي. قد يؤدي انخفاض مستويات فيتامين B-12 وحمض الفوليك والحديد إلى عدم قدرة الجسم على تكوين ما يكفي من خلايا الدم الحمراء. يُعرف نقص خلايا الدم الحمراء السليمة بفقر الدم، وقد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
الأدوية التي يمكن أن تسبب انخفاض ضغط الدم
قد تُسبب بعض الأدوية انخفاض ضغط الدم، بما فيها ما يأتي:
جميع أدوية ضغط الدم. وتشمل مدرّات البول وحاصرات مستقبلات ألفا وحاصرات مستقبلات بيتا. ومن الأمثلة على مدرّات البول فوروسيميد (Lasix و Furoscix) و هيدروكلوروثيازيد (Microzide). وتشمل حاصرات مستقبلات ألفا برازوسين (Minipress). وتشمل بعض حاصرات مستقبلات بيتا أتينولول (Tenormin) بروبرانولول (Inderal LA Innopran XL وغيرهما).
أدوية داء باركنسون، مثل براميبكسول (Mirapex ER) والأدوية التي تحتوي على الليفودوبا (Dhivy وDuopa وغيرهما).
أنواع معينة من أدوية الاكتئاب تُعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتشمل دوكسيبين (Silenor) إيميبرامين (Tofranil).
أدوية ضعف الانتصاب، بما في ذلك سيلدينافيل (Revatio وفياجرا) أو تادالافيل (Adcirca وAlyq وغيرهما)، خاصةً عند تناولها مع دواء نتروغليسرين للقلب (Nitrostat Nitro-Dur وغيرهما)
اعراض انخفاض ضغط الدم:
ويمكن أن تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم ما يأتي:
تشوش الرؤية أو ضبابيتها.
الشعور بالدوخة أو الدُوار.
الإغماء.
الإرهاق.
صعوبة في التركيز.
اضطراب المعدة.
قد يكون انخفاض ضغط الدم لدى بعض الأشخاص مؤشرًا على وجود حالة صحية كامنة. ويحدث ذلك على وجه الخصوص عندما ينخفض ضغط الدم فجأة أو عندما ينخفض وتصحبه أعراض.
وقد يكون انخفاض ضغط الدم المفاجئ أمرًا خطِرًا. يمكن أن يؤدي حدوث تغيير قدره 20 ملم زئبقيًا فقط إلى الشعور بالدوخة والإغماء. على سبيل المثال، يمكن أن تحدث هذه الأعراض بعد انخفاض الضغط الانقباضي من 110 ملم زئبقية إلى 90 ملم زئبقيًا. وربما يكون الانخفاض بمعدلات كبيرة مهددًا للحياة. يمكن أن يحدث ذلك لأسباب مثل النزيف الحاد أو العدوى الخطِرة أو التفاعلات التحسُّسية.
يمكن أن يؤدي الانخفاض الشديد لضغط الدم إلى حالة مَرَضية تُعرف باسم الصدمة. وتشمل أعراض الصدمة ما يأتي:
التشوش، خصوصًا عند كبار السن.
برودة الجلد ورطوبته.
نقص في لون الجلد، يُطلق عليه أيضًا الشحوب.
سرعة التنفس وضعفه.
ضعف النبض وتسارعه.
انخفاض ضغط الدم للحامل
تعاني بعض النساء الحوامل من انخفاض ضغط الدم، لكنهن يواصلن ممارسة أنشطتهن اليومية وعملهن بشكل طبيعي. أما الأخريات اللواتي يعانين من انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل، فقد تظهر عليهن أعراض سريرية مختلفة، مثل:
الدوخة، عدم وضوح الرؤية
التعرق
بشرة شاحبة
تعب
ضيق في التنفس، تنفس سريع
إغماء
يحدث انخفاض ضغط الدم فى الشهور الاولى للحمل نتيجة لتغيرات فسيولوجية ولا يحتاج لعلاج محدد. عادةً ما يعود ضغط الدم إلى مستوياته الطبيعية خلال الثلث الأخير من الحمل. ومع ذلك، إذا انخفض ضغط الدم بشكل مفرط، فستحتاج المريضة إلى علاج طارئ. بعد انقضاء المرحلة الحرجة، يجب تحديد أسباب انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل ومعالجتها بدقة. إذا كان هناك اشتباه في أن انخفاض ضغط الدم ناتج عن الآثار الجانبية للأدوية، فقد يوصي الطبيب بإيقاف الدواء أو استبداله.
علاج انخفاض ضغط الدم
يكون العلاج غير ضروريًا في حالة انخفاض ضغط الدم الذي لا تصحبه أعراض أو تصحبه أعراض خفيفة فقط.
أما إذا سبَّب انخفاض ضغط الدم ظهورَ أعراض، فنلجأ للعلاج حسب سبب المرض. فعلى سبيل المثال، إذا كان المريض يستخدم دواء يؤثر على ضغط الدم ( يسبب انخفاض ضغط الدم)، فقد يوصي الطبيب المختص بتغيير الدواء أو إيقافه. أو قد يقلل جرعة الدواء. ولكن لا يبادرالمريض بنفسه إلى تغيير العلاج أو إيقافه من دون الرجوع إلى اختصاصي الرعاية الصحية أولاً.
إذا لم يكن سبب انخفاض ضغط الدم واضحًا ، فيكون الهدف عندئذٍ رفع ضغط الدم وتخفيف الأعراض. وهناك طرق مختلفة لفعل ذلك بناءً على العمر والحالة الصحية ونوع انخفاض ضغط الدم للمريض وتشمل:
زيادة الملح في الطعام. يوصي الخبراء عادةً بتقليل ملح الطعام والأطعمة الغنية بالصوديوم حيث يساهما فى رفع ضغط الدم؛إلا أنه قد يكون مفيدًا للأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم. ولكن الزيادة المفرطة في الملح أو الصوديوم قد تؤدي إلى فشل القلب، وخصوصًا بين البالغين الأكبر سنًّا. لذلك من المهم استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل تناول المزيد من الملح أو الأطعمة الغنية بالصوديوم.
الإكثار من شرب الماء. تزيد السوائل حجم الدم وتساعد على الوقاية من الجفاف، وهما عاملان مهمان في معالجة انخفاض ضغط الدم.
ارتداء الجوارب الضاغطة. يُطلق على هذه الجوارب المرنة اسم الجوارب الداعمة أيضًا، وتُستخدم غالبًا لتخفيف الألم وتقليل تورم دوالي الأوردة. كما تحسِّن من تدفق الدم من الساقين إلى القلب. يجد بعض الأشخاص سهولة في استخدام الأحزمة الضاغطة حول منطقة البطن أكثر من استخدام الجوارب الضاغطة. ويُطلق على الأحزمة الضاغطة اسم مشدات البطن.
الأدوية. يمكن أن تعالج أدوية مختلفة انخفاض ضغط الدم الذي يحدث عند الوقوف، ويسمى أيضًا نقص ضغط الدم الانتصابي. على سبيل المثال، دواء الفلودروكورتيزون الذي يزيد من كمية الدم. وعادةً ما يُستخدم لعلاج نقص ضغط الدم الانتصابي.
إذا كنت مصابًا بنقص ضغط الدم الانتصابي منذ فترة طويلة، فقد يصف لك الطبيب دواء ميدودرين (Orvaten) رفع مستويات ضغط الدم عند الوقوف. ويقلل هذا الدواء من قدرة الأوعية الدموية على التمدد وبذلك يرفع ضغط الدم.
يحدث إنخفاض ضغط الدم لعوامل مختلفة وأغلبها لا تتطلب علاجا او مشورة طزبية وكذلك قد يكون مؤشرا خطير لحالة طبية عاجلة
فإذا تكرر الأمر وأدى للتعطل عن أداء المهام اليومية فلابد من استشارة الطبيب