حساسية الاطفال من الحليب الصناعي| ماهي أهم بدائله؟

 

حساسية الاطفال من الحليب الصناعي

الكاتب: د. عبدالله الحدري. 

سنتعرف عزيزي القارئ في هذا المقال عن موضوع مهم جداً للوالدين وهو حساسية الاطفال من الحليب الصناعي.

سنتحدث فيه عن متى تظهر الحساسية؟ وكيفية تشخيصها؟ وما هي أهم البدائل الغذائية للمصابين بحساسية الحليب الصناعي؟ فتابع معنا لتتعرف على المزيد. 

بداية ظهور حساسية الاطفال من الحليب الصناعي

تعد حساسية الحليب الصناعي من أشهر أنواع حساسية الطعام في الأطفال. 

معظم أنواع الحليب الصناعي تتكون من حليب الأبقار المعدل لجعل البروتينات المكونة له سهلة الهضم، مع إضافة سكر الحليب (اللاكتوز) لمعادلة التركيز. 

تحدث حساسية الحليب الصناعي عند الاطفال بسبب الاستجابة المناعية لبروتين الكازين، ومصل اللبن الموجود في حليب الأبقار. 

وتكون الاستجابة المناعية على نوعين:

  1. استجابة مباشرة في غضون دقائق من تناول الحليب. 
  2. ومتأخرة في ساعات أو أيام من تناوله. 

وتظهر غالباً عند إدخال الحليب الصناعي لأول مرة، ونادراً مايصاب الطفل بالحساسية من الرضاعة الطبيعية وتكون بسبب وجود حليب الأبقار في غذاء الأم وانتقاله أثناء الرضاعة.

تصيب الحساسية ما يقارب ٧% من الأطفال أقل من سنة من العمر، وتختفي قبل بلوغ السادسة عشرة في حوالي ٨٠% من المصابين. 

الأعراض

تختلف الأعراض من شخص لآخر، وقد ذكرنا سابقاً أنَّ التحسس إما أن يكون مباشراً أو متأخراً، وتتمثل الأعراض المباشرة في:

  • صفير. 
  • حكة أو تورم حول الفم والشفتين. 
  • تورم الحلق والشفتين واللسان. 
  • كحة وصعوبة في التنفس. 
  • قيء. 

أما الأعراض المتأخرة فمثل:

  • إسهال قد يحتوي على الدم. 
  • ألم البطن. 
  • سيلان الأنف. 
  • دموع العينين. 

وقد يصاب الأطفال أحياناً بصدمة تحسسية تحتاج تدخلاً طبياً عاجلاً.

الفرق بين حساسية الحليب الصناعي وعدم تحمل اللاكتوز

تبدأ الحيرة على الوالدين عند البدء بإدخال الحليب الصناعي إلى النظام الغذائي لأطفالهم، وإصابتهم بأعراض مختلفة مثل الإسهال، القيء، والانتفاخ والغازات وآلام البطن وغيرها. 

وتروادهم عدد من الأسئلة، هل طفلنا مصاب بحساسية الحليب الصناعي؟ أم أنه مصاب بعدم تحمل اللاكتوز أو عدم تحمل بروتين الحليب؟

لايعد عدم تحمل بروتين الحليب، أو عدم تحمل اللاكتوز حالة مهددة للحياة، لكنها قد تؤدي إلى الجفاف أو ضعف النمو. 

كذلك في عدم التحمل سواءً للبروتين أو اللاكتوز، لاتوجد استجابة مناعية مثل الحساسية، بل هو عدم قدرة الطفل على هضم البروتين أو اللاكتوز الموجود في الحليب. 

عدم تحمل بروتين الحليب

يعد عدم تحمل بروتين الحليب أكثر انتشاراً من حساسية الحليب الصناعي، ويعاني الطفل المصاب من إسهال أخضر اللون، قد يكون مصحوباً بدم أو مخاط. 

عدم تحمل اللاكتوز

من النادر جداً أن يصيب الأطفال الرضع، بل يؤثر عليهم كلما تقدموا في العمر، وقد أوضحت الدراسات أن قرابة ٧٠% من سكان العالم مصابون بعدم تحمل اللاكتوز، وخصوصاً في آسيا وأفريقيا والمجموعة الإثنية الإسبانية. 

يعاني الطفل المصاب بعدم تحمل اللاكتوز من ألم البطن، والانتفاخ، والغازات والإسهال. 

لذلك يقوم الطبيب المختص بتحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بعدم تحمل اللاكتوز باستخدام الحليب الخالي من اللاكتوز في النظام الغذائي للطفل. 

وعند تحسن الأعراض باستخدام هذا الإجراء، يساعد الطبيب المعالج الأهل في تحديد الأغذية المناسبة للطفل الخالية من اللاكتوز، وبذلك يكون عدم تحمل اللاكتوز في العديد من الأطفال والرضع أمراً مؤقتاً.

لذلك تتحسن الأعراض في أسابيع قليلة، وبعدها يمكن العودة تدريحياً لتناول الأطعمة المحتوية على اللاكتوز ومنها الحليب.

تشخيص حساسية الحليب الصناعي وعلاجها

تشخيص حساسية الاطفال من الحليب الصناعي

لتشخيص حساسية الاطفال من الحليب الصناعي، يأخذ الطبيب المعالج التاريخ المرضي، وسؤال الأهل عن الأعراض وبدايتها. 

قد يلجأ الطبيب لعمل اختبار تحسس الجلد للحليب، أو اختبار تناول كمية قليلة من الحليب أو بودرة الحليب مع مراقبة ظهور الأعراض، والاستعداد لأي طارئ. 

كذلك من الفحوصات المساعدة على التشخيص، اختبار عينة الدم، أو اختبار وخز الجلد للبحث عن الأجسام المضادة (IgE).

ويعد أفضل علاج لحساسية الاطفال من الحليب الصناعي، استخدام بدائل الحليب التي سنتحدث عنها في الفقرة التالية من المقال. 

وعند إصابة الطفل بالحساسية قد يصرف الطبيب المعالج أدوية الهستامين المضادة للحساسية مثل الزيرتك على حسب عمر الطفل، وتعليمهم استخدام قلم الإبينفرين المستخدم في حال الصدمة التحسسية. 

بدائل الحليب الصناعي المسبب للحساسية

أفضل سبل الوقاية من حساسية الاطفال من الحليب الصناعي، هي تجنب الحليب ومشتقاته كالزبادي والجبن وغيرها. 

كذلك يجب قراءة ملصقات المواد الغذائية جيداً، للبحث عن مشتقات الحليب مثل الكازين في تركيبها. 

ومن أهم بدائل الحليب الصناعي:

1. الرضاعة الطبيعية: تعد المصدر الأول لتدعيم الرضيع بجميع العناصر الغذائية، خصوصاً في الستة الأشهر الأولى من العمر.

مع الأخذ بعين الاعتبار النقطة المذكورة سابقاً، عن إمكانية مرور حليب الأبقار عبر الرضاعة بسبب تناول الأم الأغذية المحتوية عليه.

2. تركيبات الحليب المضادة للحساسية: 

وفيها تتم معالجة الحليب وتكسير البروتينات الموجودة فيه باستخدام الإنزيمات، أو المعالجة الحرارية والفلترة. 

وتكون المعالجة إما جزئية أو كاملة، والتركيبات المعالجة جزئياً لا تستخدم كبديل للحليب الصناعي. 

3. التركيبات المحتوية على الأحماض الأمينية: تستخدم في الأطفال غير القادرين على تناول التركيبات المعالجة كلياً. 

4. التركيبات المحتوية على الصويا بدل الحليب.

لذلك من المهم عند البدء في إدخال الحليب الصناعي للنظام الغذائي للطفل، مراقبة ظهور أي من الأعراض المذكورة سابقاً لتفادي حساسية الحليب الصناعي ومضاعفاتها. 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-