عبدالله الحدري
يرتبط بالجلوتين مجموعة من الأمراض المتشابهة في الأعراض؛ لذا في هذا المقال سنتعرف على حساسية الجلوتين وأعراضها، والتفريق بينها وبين الأمراض الأخرى.
حساسية الجلوتين واعراضها
قبل الحديث عن حساسية الجلوتين، لنتعرف اولاً عن الجلوتين.
يوجد الجلوتين في بعض الحبوب مثل القمح، والذرة، والشعير، والسميد ويمنح الطعام القوام المتماسك والمتمدد.
تدخل هذه الحبوب في إنتاج العديد من المأكولات مثل الخبز، البسكويت، منتجات السميد وغيرها.
كما يوجد في بعض الاشياء الغير مرتبطة بالحبوب مثل: التوابل، الصلصات، الحساء، المعلبات.
ونتيجة للحديث الإعلامي السلبي عن الجلوتين، فقد أصبح لدى الكثيرين شكوك حول أهمية الجلوتين في النظام الغذائي الصحي.
إلا أن بعض الدراسات تبين عكس ذلك، فالمجموعات التي أجريت عليها الدراسة والتي تناولت حصص أكبر من الحبوب، لديها فرص أقل للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ومع ذلك فإن عددا من الأشخاص يعانون من الأمراض المرتبطة بالجلوتين، ومنها حساسية الجلوتين.
ينتشر مرض حساسية الجلوتين في قرابة ٥% من سكان العالم.
تُعرَّف حساسية الجلوتين بأنها عدم تحمل الجسم للجلوتين الموجود في الأطعمة المذكورة سابقاً ولا يوجد سبب واضح يفسر الإصابة به.
ويعاني المريض المصاب من أعراض متنوعة منها ما يتعلق بالجهاز الهضمي، والمضاعفات العصبية، ومشاكل الجلد، نذكر منها التالي:
ألم البطن.
الإنتفاخ.
الإسهال أو الإمساك.
الغثيان.
القلق.
فقر الدم.
التعب والإرهاق المستمر.
مشاكل الجلد: مثل الطفح الجلدي.
حساسية الجلوتين عند الأطفال
يجب علينا التفريق بين ثلاثة أمراض متشابهة فيما بينها: حساسية القمح، حساسية الجلوتين أو عدم تحمل الجلوتين، ومرض السلياك.
تناول الأطعمة المحتوية على القمح، أو في بعض الحالات استنشاق القمح يصيب البعض بحساسية القمح.
يوجد القمح ايضاً في بعض الأطعمة غير المتوقعة مثل: الآيس كريم، النقانق، صلصة الصويا.
تحدث حساسية القمح بطريقتين ما يسمى التفاعل التحسسي الناتج عن الأجسام المضادة (IgE)، أو الغير مرتبط بالأجسام المضادة.
تصيب حساسية القمح حوالي ٢. إلى ٣. ١% من سكان العالم، بينما يعاني٤. % من الأطفال في أمريكا منها.
ويختلف توقيت ظهور هذه الأعراض اعتماداً على شدة الحساسية لدى المصاب، فقد تظهر خلال دقائق أو ساعات، أو تتأخر إلى ٤٨ ساعة بعد تناول القمح.
وتتمثل في:
تورم أو حكة في الفم والحلق.
طفح جلدي.
احتقان بالأنف.
صداع.
صعوبة في التنفس.
غثيان وقئ وتقلصات بالبطن.
إسهال.
وتعتبر أفضل طريقة لعلاج المصاب بحساسية القمح، الإبتعاد عن المأكولات المحتوية على القمح.
كما إنه من المهم علاج أعراض التحسس بإستخدام الأدوية ومراجعة المستشفى فوراً في حال الصدمة التحسسية.
أما مرض السلياك فيحدث نتيجة لاستجابة مناعية غير طبيعية عند تناول الأطعمة المحتوية على الجلوتين.
تؤدي مهاجمة الجهاز المناعي الى ضرر بالأمعاء الدقيقة، وبالتالي يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.
يعاني مريض السلياك من عدد من الأعراض في الجهاز الهضمي منها:
الإسهال.
عسر الهضم.
ألم البطن.
الإنتفاخ.
بالإضافة الى عدد من الأعراض العامة مثل: التعب والإرهاق وضعف الوزن نتيجة لسوء التغذية، ومشاكل الأعصاب الطرفية وتأخر البلوغ وعدم الإنجاب.
ويعاني المصابون من هذه الأعراض مدى الحياة، ونسبة انتشاره ١% من سكان العالم.
وتلعب العوامل الوراثية والبيئية والمناعية دورا مهما في مرض السلياك.
لا يوجد علاج نهائي لمرض السلياك ماعدا الإلتزام بنظام غذائي خالي من الجلوتين.
والآن لنتحدث أخي القارئ عن عدم تحمل الجلوتين أو حساسية الجلوتين عند الأطفال.
يعتبر عدم تحمل الجلوتين أكثر انتشارا من مرض السلياك، فهناك قرابة الثمانية عشر مليون مصابا به في الولايات المتحدة الأمريكية، أي حوالي ست أضعاف المصابين بالسلياك.
لايوجد سبب واضح لعدم تحمل الجلوتين، فلا تلعب العوامل المناعية أو الجينية أو التفاعلات التحسسية دورا مهما في حدوث المرض.
وعادة لا يتم تشخيص المصاب بعدم تحمل الجلوتين الا بعد استبعاد تشخيص مرض السيلياك، وحساسية القمح وبعض الأمراض الأخرى.
وعلى العكس من مرض السلياك الذي يعتبر مرض دائم، فإن عدم تحمل الجلوتين من الممكن أن يتحسن المصاب أو تختفي الأعراض مع مرور الوقت.
وأما الأعراض والعلامات فقد تم ذكرها سابقا في هذا المقال، وتبدأ غالبا بعد فطام الطفل من الرضاعة أو الحليب الصناعي.
ويجب إخضاع الطفل المصاب لنظام غذائي صارم خال من الجلوتين، ونتيجة لصعوبة إدراك الطفل لمدى أهمية هذا الأمر، هناك عدد من النصائح:
التحدث مع مسؤولي التغذية بالمدرسة بحيث يتم إعداد قوائم خالية من الجلوتين.
قم بتجهيز وجبات خفيفة وحلويات خالية من الجلوتين مسبقا عندما يلتقي الطفل بأصدقائه.
حمل الطفل للأطعمة الخالية من الجلوتين للمواقف الطارئة التي يتم تقديم الطعام دون أي خيار بديل.
حساسية الجلوتين وزيادة الوزن
وجود الجلوتين في الخبز والمكرونة والمعجنات قد يؤدي إلى زيادة الوزن إذا تم تناولها بكميات كبيرة لأن هذه المأكولات منخفضة القيمة الغذائية.
ينصح مقدمو الرعاية الصحية المصابين بحساسية الجلوتين بإتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين، مما قد يساعد في التخفيف من الإنتفاخ وجعل الجسم يبدو أكثر رشاقة وخفة.
ويعتبر النظام الغذائي المحتوي على البروتين، والألياف، والدهون، والكربوهيدرات المعقدة، النظام الأفضل لإنقاص الوزن وليس الأطعمة المعدلة الخالية من الجلوتين.
ولذا يتضح أنه لايمكننا القول بشكل قاطع بأن الجلوتين بحد ذاته يؤدي الى زيادة الوزن ولكن الأمر يعتمد على نوعية الأطعمة المأكولة.
حساسية الجلوتين والقولون العصبي
ويعتبر القولون العصبي مرضاً يصيب وظيفة الأمعاء الغليظة من الجهاز الهضمي، من دون إلحاق الضرر بها.
وله أربعة أنواع:
القولون العصبي مع الإسهال.
القولون العصبي مع الإمساك.
القولون العصبي المختلط: إسهال مع إمساك.
القولون العصبي غير المحدد.
تتشابه أعراض القولون العصبي وحساسية الجلوتين التي تصيب الجهاز الهضمي مثل الإسهال، الإمساك، الانتفاخ، آلام البطن.
لكن على العكس من حساسية الجلوتين، لا توجد أعراض أخرى للقولون العصبي خارج الجهاز الهضمي مثل الأنيميا، الصداع وغيرها.
وكلا المرضين يتواجدان بكثرة في النساء، ومتوسطي العمر من البالغين.
وجدت الدراسات أن مرضى القولون العصبي الذين يكون الإسهال هو العرض السائد، أن الأعراض تزيد بتناول الجلوتين.
وتتحسن الأعراض كثيراً لدى بعض مرضى القولون العصبي بعد التزامهم بنظام غذائي خالٍ من الجلوتين.
لا توجد فحوصات مخبرية لتشخيص القولون العصبي، يتشابه في ذلك مع حساسية الجلوتين.
ولهذا السبب يتم تشخيصه بعد استبعاد الأمراض الأخرى المسببة لنفس الأعراض.
ولذا فكثيراً من مرضى السلياك يشخصون بصورة خاطئة بمرض القولون العصبي.
ومن هذا المقال يتبين لنا أهمية طلب الرعاية الصحية مبكراً عند الشعور بمثل هذه الأعراض المذكورة نظراً لتداخل الأمراض المسببة لها.