النظام الغذائي لمرضى السكري بقلم د/ميرا النادي
هل تعاني من داء السكري؟ هل تتعرض لزيادة معدلات سكر الدم رغم تناولك جميع الأدوية بانتظام؟ هل تتساءل ما هو النظام الغذائي لمرضى السكري الأنسب؟
سنتناول معك عزيزي القارئ إجابة جميع هذه الأسئلة في هذا المقال لكن دعنا أولاً نتعرف على ما هو داء السكري وماهي أنواعه وأسبابه.
داء السكري
يحدث داء السكري عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين(Insulin) بكمية كافية، أو يعجز تماماً عن أداء وظيفته في إنتاج الأنسولين. حيث يُعد الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن ظبط معدلات الغلوكوز في الدم عن طريق عبور الأخير إلى داخل الخلايا لانتاج الطاقة اللازمة لأداء الجسم جميع مهامه.
أنواع داء السكري
يوجد ثلاثة أنواع من داء السكري نسردها كالتالي:
سكري النوع الأول
يُعد سكري النوع الأول مرض مناعي(Autoimmune disease) فيه يهاجم الجهاز المناعي خلايا بيتا المسؤولة عن انتاج الأنسولين من البنكرياس ويقوم بتدميرها، ومن ثم يصبح المريض مُلزماً على تلقي الأنسولين دائماً من الخارج.
سكري النوع الثاني
يُعد هذا النوع هو النوع الأكثر انتشاراً بين الناس إذ يعجز البنكرياس عن إفراز الأنسولين بصورة كافية مما يؤدي إلى زيادة تراكم الغلوكوز في الدم وعدم عبوره إلى الخلايا لانتاج ما يكفيه من الطاقة.
وتوجد أسباب عديدة تساهم في الإصابة بسكري النوع الثاني نذكر منها الآتي:
أسباب سكري النوع الثاني
- السمنة أو الوزن الزائد.
- التاريخ العائلي من سكري النوع الثاني.
- تقدم العمر إذ تزيد نسبة الإصابة بسكري النوع الثاني مع تقدم العمر وكسل البنكرياس عن أداء وظيفته في انتاج الأنسولين.
- قلة الحركة.
- الإصابة السابقة بأمراض القلب.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.
- الإصابة السابقة بسكري الحمل.
وهنا نصل إلى النوع الثالث من داء السكري وهو سكري الحمل
سكري الحمل
يصيب هذا النوع بعض السيدات الحوامل اللاتي لديهن تاريخ عائلي من داء السكري، لهذا يجب فحص نسبة الجلوكوز في الدم بين الأسابيع الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من الحمل.
يمكن أن تتعرض النساء المصابة بسكري الحمل إلى سكري النوع الثاني بنسبة تتراوح بين 20-50% ويمكن أن يحدث ذلك في غضون خمس إلى عشرة سنوات.
هنا وبعد أن تناولنا أنواع داء السكري دعنا نتناول أهم الأنظمة الغذائية المهمة لمريض السكري.
الأنظمة الغذائية لمرضى السكري
يُعد النظام الغذائي مهماً للغاية جنباً إلى جنب مع العلاج خاصةً مع مرضى سكري النوع الثاني، إذ من الممكن كما ذكرنا سابقاً إصابة أصحاب الوزن الزائد والسمنة بسكري النوع الثاني لذلك يمكن تحسين الحالة المرضية لهم عن طريق الالتزام باتباع النظام الغذائي لمرضى السكري التي تساهم في تقليل نسبة غلوكوز الدم وفقدان الوزن الزائد ومن ثم حماية المريض من مضاعفات داء السكري.
والآن تعال معنا لنتناول أفضل الأنظمة الغذائية التي يمكن أن يتبعها مريض السكري لإدارة حياته بشكل صحي وطبيعي:
- تنظيم كميات الطعام: إذ يمكنك تناول كل ما تريد من النشويات لكن بكميات صغيرة مثل المكرونة والأرز والبطاطس حيث لا تتعدى 50% من إجمالي مدخلات السعرات الحرارية يومياً.
- إذ لا يعني الإصابة بداء السكري الحرمان من هذه الأطعمة ولكن تناولها بكميات صغيرة مما لا يتسبب في زيادة نسبة الغلوكوز في الدم بصورة كبيرة.
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف حيث أنها تساهم بشدة في إحساس الامتلاء والشبع لفترات طويلة كما تعمل أيضاً على ثبات الوزن.
- تُعد الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه أهم الأطعمة الغنية بالألياف.
- الحد من استخدام الدهون والزيوت غير الصحية حيث يمكن استبدال هذه الزيوت بزيت الزيتون.
- كما يجب أيضاً استخدام منتجات الألبان الخالية من الدهون.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الحمراء قليلة الدهن، و ويُفضل تناولها مشوية أو مسلوقة وبالمثل في تناول الطيور، كما يُنصح أيضاً تناول الطيور بعد نزع جلدها لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون.
- تناول الأسماك إذ يُعد تناول الأسماك مهماً لمرضى السكري لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين وأيضاً لاحتوائه على نسبة عالية من الأحماض الدهنية أوميغا 3، وتُعد هذه الأحماض مهمة للغاية لحماية مرضى السكري من أمراض القلب والسكتة الدماغية إذ يرتفع خطر الإصابة لديهم بمثل هذه الأمراض.
- الحد من تناول المحليات الصناعية مثل العصائر المٌعلبة والمشروبات الغازية وعدم تناول السكر المُكرر في المأكولات أو المشروبات.
- الحد من التدخين والكحوليات كما يجب الإقلال من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي والقهوة، والجدير بالذكر اختلاف تأثير الكافيين من شخص لآخر إذ يمكن أن يتسبب في زيادة نسبة الغلوكوز في الدم عند بعض الأشخاص ولا يتسبب في ذلك عند البعض الآخر. لذلك إذا كنت لا تستطيع السيطرة على نسبة سكر الدم عليك بالإقلال من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين.
- الحد من تناول الموالح والأطعمة المُصنعة التي يمكن أن تحتوي على الصوديوم مما يتسبب في زيادة مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم.
- الإكثار من شرب المياه لدورها في تقليل نسبة الغلوكوز في الدم كما تساهم أيضاً في تقليل الشعور بالجوع وبالتالي الحفاظ على ثبات الوزن.
- تناول الحلبة المنقوعة في الماء الساخن، حيث تساهم الحلبة في التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم خاصة عند مرضى سكري النوع الثاني.
- تناول فاكهة التوت والفواكه الحمضية مثل البرتقال والجريب فروت حيث تُعد هذه الفواكه غنية بالألياف المساهمة بدورها في تقليل نسبة الغلوكوز في الدم.
- كما يُعد أيضاً تناول التفاح مفيداً لمرضى السكري لاحتوائه على حمض الكلوروجينيك(Chlorogenic acid) والكيرسيتين(Quercetin) إذ تسهم هذه المواد في تقليل نسبة غلوكوز الدم.
- يُعد أيضاً تناول الكرز مهماً للغاية بالنسبة لمرضى السكري لأنه ملئ بمادة الأنثوسيانين التي تساهم في خفض مستويات الغلوكوز في الدم نتيجة لدورها في زيادة إنتاج الأنسولين بنسبة 50%.
- الابتعاد عن بعض الفواكه التي يمكن أن تتسبب في زيادة نسبة الجلوكوز ومن بين هذه الأنواع ما يلي:
- البطيخ
- الأناناس
- العنب
- الموز الناضج الكبير
والآن بعد أن تناولنا أهم الأنظمة الغذائية لمرضى السكري هناك أيضاً بعض النصائح المهمة الأخرى من بينها:
18. ممارسة الرياضة: حيث تساهم الرياضة بصورة واضحة في تقليل نسبة غلوكوز الدم ورفع معدل حرق السعرات الحرارية أيضاً تساهم الرياضة في فقدان الوزن لمن يعانون من زيادة الوزن.
19. البعد عن التوتر والقلق: حيث يسبب التوتر والقلق زيادة إفراز هرمون الكورتيزول بالجسم الذي يُعد مُعاكساً لهرمون الأنسولين في الجسم مما يقلل قيام هرمون الأنسولين بوظيفته وبالتالي رفع نسبة الغلوكوز في الدم.
20. الالتزام بالفحص الدوري لمستويات السكر بالدم: اختبر مستوى السكر بالدم بشكل دوري والقيام بتحليل السكر التراكمي (HbA1c) في الدم كل ثلاثة أشهر بصفة دورية.
يمكنك الآن عزيزي القارئ اتباع هذه الأنظمة الغذائية المفيدة جداً لمرضى السكري وغيرهم ممن هم عرضة للإصابة به لتحمي نفسك من ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم وتستطيع أن تدير حياتك بطريقة صحية بعيداً عن أي مشكلات أو مضاعفات لداء السكري.