بقلم/الشيماء اسماعيل هيبة
اضطراب بيكا يمكن أن يكون اضطرابًا في حد ذاته أو علامة على ظواهر ثقافية أو طبية أخرى.
لنتعرف معا ما هو اضطراب بيكا؟
اضطراب بيكا هو اضطراب في الأكل حيث يأكل الشخص بشكل قهري متكرر أشياء ليست طعامًا وليس لها أي قيمة أو غرض غذائي.
يجب أن يستمر هذا النمط من السلوك لمدة شهر واحد على الأقل حتى يمكن تشخيص مرض البيكا.
اضطراب بيكا اشتق اسمه من أحد أنواع الطيور، العقعق الأوراسي (الاسم اللاتيني الرسمي لهذا النوع هو Pica pica)، يشتهر هذا الطائر بأكل أشياء غير معتادة.
الأشياء التي يأكلها مرضى اضطراب بيكا مثل:-
- الرماد.
- بودرة الأطفال أو التلك.
- الطباشير.
- فحم.
- الطين والأوساخ أو التربة.
- أرضيات المقهى.
- قشر البيض.
- البراز من أي نوع.
- الشعر أو الخيط.
- ثلج.
- نشا الغسيل.
- رقائق الدهان.
- ورق.
- حصى.
- طعام الحيوانات الأليفة.
- صابون.
- صوف أو قماش.
هل يحدث اضطراب بيكا عند الأطفال والكبار؟
يمكن أن تحدث البيكا لأي شخص في أي عمر ولكنها تميل إلى الحدوث في ثلاث مجموعات محددة من الناس:-
- الأطفال الصغار: تقريبا ثلث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 1 إلى 6 سنوات يصابون باضطراب بيكا.
- الحوامل: في حالات شائعة، تشتهي النساء الحوامل عناصر غريبة غير غذائية مثل الثلج، وهو سلوك شائع للحامل، وفي أحيان أخرى غالبًا ما تشتهي الحامل ما تتضمنه البيكا من تناول الأوساخ وقد تكون مرتبطة بنقص الحديد والزنك
- .الأشخاص الذين يعانون من بعض حالات الصحة العقلية، وخاصة اضطراب طيف التوحد أو الإعاقات الذهنية أو الفصام.
- الرغبة في تناول الأطعمة غير الغذائية من أجل الشعور بالمتعة.
- عدم القدرة على فك الشفرة بين الأطعمة والمواد غير الغذائية، يأكل بعض الأطفال مواد غير غذائية لاعتقادهم أنها أطعمة صالحة للأكل.
غالبًا ما يضع الأطفال الصغار تحت سن السنتين أشياء غير غذائية (مثل العشب أو الألعاب أو أظافرهم أوالثلج أو شعرهم) في أفواههم هذه عادات طبيعية لأنهم فضوليون بشأن العالم من حولهم؛ لذلك لا تشخص البيكا لدى من هم دون سن الثانية.
يجب التماس العناية الطبية للأطفال الذين يبتلعون أي عناصر يحتمل أن تكون سامة أو خطرة؛ فقد يكونو أكثر عرضة للتسمم وتلف الدماغ وفيما بعد صعوبات التعلم، أحد الأمثلة على ذلك هو أي لعبة تحتوي على أجسام مغناطيسية صغيرة، والتي يمكن أن تلتصق ببعضها بسهولة في الجهاز الهضمي وتسبب انسدادًا يهدد الحياة.
عادة ما يتحسن اضطراب بيكا عند الأطفال مع تقدمهم في السن، ولكن بالنسبة لاضطراب بيكا عند الكبار فإن الذين يعانون من مشاكل في النمو أو الصحة العقلية، يمكن أن تظل مشكلة في وقت لاحق من حياتهم في السن الأكبر.
ما السلوكيات الثقافية والدينية والسلوكيات المكتسبة التي تُعد نوع مقبول من البيكا؟
قد يستمتع بعض الأشخاص ويميلون إلى قوام أو نكهات بعض العناصر غير الغذائية، فمثلا في بعض الثقافات، يُعد تناول الطين سلوكًا مقبولًا.
أي أنه هناك أنواع معينة من البيكا مقبولة في بعض الثقافات والأديان وكسلوك مكتسب وهي سلوكيات شائعة اجتماعيًا:-
- سلوك ديني ممارسة أكل الأوساخ في ضريح روماني كاثوليكي، الولايات المتحدة الأمريكية.
- سلوك ثقافي عادةً ما يحدث في مدن دولة جنوب إفريقيا، حيث تُعد ممارسة شائعة بين الشابات.
- سلوك مكتسب، حيث أنه غالبًا ما تُرى اضطراب بيكا في الأطفال الذين يعيشون في فقر أو في أولئك الذين تعرضوا إلى سوء المعاملة أو الإهمال؛ لذلك بعض الأطفال قد يأكلون الأوساخ أوغيرها من المواد لأنهم يعانون من نقص في بعض العناصرالغذائية، مثل الحديد أو الزنك.
أعراض اضطراب بيكا
العَرَض الوحيد لاضطراب بيكا هو الأكل الإجباري لأشياء ليست طعامًا أو ليس لها قيمة أو فائدة غذائية، إذ يفضل معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة نوعًا واحدًا من العناصرغير الغذائية التي يأكلونها.
هل مرض البيكا خطير؟
نعم، ولكن عادة ما يأكله الأشخاص المصابون بالبيكا لا يضرهم، ولكن في بعض الأحيان ما يأكلونه يسبب مضاعفات خطيرة.
يمكن أن تسبب البيكا مشكلات خطيرة لها مجموعة أعراض خاصة بها وتشمل:
- فقر الدم، وأنيميا نقص الحديد.
- داء الصفراء، وعدوى الديدان المدورة.
- الإمساك أو الإسهال.
- عدم التوازن في المحلول الكهربائي.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- التسمم بالرصاص.
- انسداد الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة.
- إصابات الفم أو الأسنان.
- سوء التغذية.
- العدوى من البكتيريا أو الطفيليات أو الميكروبات الأخرى الموجودة في الأوساخ.
- الاختناق.
كيفية تشخيص اضطراب بيكا
- اختبارات الدم، تبحث عن فقر الدم ونقص الحديد.
- اختبارات البول والبراز، تبحث عن علامات العدوى والتسمم.
- اختبار الالتهابات المحتملة الناتجة عن تناول العناصر الملوثة بالبكتيريا أو الكائنات الحية الأخرى.
- اختبارات التصوير، يبحث هؤلاء عن أي علامات انسداد أو تلف داخلي من هذه الحالة، يمكن أن يشمل ذلك الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والموجات فوق الصوتية والمزيد.
- يمكن إجراء مراجعة لعادات الأكل لدى الشخص.
وهناك تقييمات إضافية في حالة وجود اضطرابات أخرى مثل:-
- الإعاقات الذهنية.
- إعاقات النمو.
- اضطراب الوسواس القهري.
وتشخيص اضطراب بيكا، اضطراب الأكل القهري، يتكون عندما يكون الاضطراب شديدًا بدرجة كافية للتسبب في مشاكل صحية أو يحتاج إلى رعاية خاصة.
بشكل عام، أولئك الذين يعانون من البيكا لا ينفرون من تناول الطعام، وقد تكون الرغبة الشديدة في تناول الطعام لديهم علامة على أن أجسامهم تحاول تعويض مستويات المغذيات المنخفضة.
حقائق علمية عن اضطراب بيكا
- عادة ما تختفي البيكا عند النساء الحوامل من تلقاء نفسها.
- يمكن للأطفال أيضًا التخلص من اضطراب بيكا، خاصةً عندما يعلمهم أحدهم الفرق بين العناصر والأشياء الصالحة للأكل وغير الصالحة للأكل.
- بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية أو المشكلات الأخرى التي تتداخل مع التعلم، فإن إزالة العناصر الإشكالية والإشراف عليهم على حد سواء مهمان للغاية.
علاج اضطراب بيكا
يتضمن الخط الأول لعلاج اضطراب بيكا العلاج الغذائي باختبار نقص المعادن أو المغذيات وتصحيحها، وإذا لم يتوقف بعد العلاج الغذائي فهناك مجموعة متنوعة من التدخلات السلوكية المتاحة.
الشكل الرئيسي لعلاج بيكا هو على حسب الحالة وتتضمن ما يلي:
قد يبدأ الطبيب بمعالجة أي مضاعفات اكتسبتها من تناول العناصر غير الغذائية، على سبيل المثال:-
- إذا كنت تعاني من تسمم حاد بالرصاص بسبب تناول رقائق الدهان، فقد يصف لك طبيبك علاجًا بالاستخلاب، في هذا الإجراء، قد تحصل على دواء يلتصق بالرصاص، سيساعدك ذلك بإفراز الرصاص في البول.
- إذا أعتقد الطبيب أن الحالة ناتجة عن اختلالات في المغذيات، فقد يصف لك مكملات الفيتامينات أو المعادن، على سبيل المثال، سيوصون بتناول مكملات الحديد بانتظام إذاشخصك الطبيب بأنيميا نقص الحديد.من الممكن يطلب الطبيب أيضًا تقييمًا نفسيًا لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالوسواس القهري أو حالة صحية عقلية أخرى.
- اعتمادًا على تشخيصك، قد يصف الطبيب الأدوية أو العلاج السلوكي أو كليهما.
- في كثير من الحالات، تختفي السلوكيات المتعلقة بتناول الطعام مع تصحيح أوجه القصور.
أنواع علاج سلوكية
تتضمن هذه الطريقة تعليم الناس تجنب سلوكيات اضطراب بيكا باستخدام النفور الخفيف؛ العواقب، لتعليم الناس تجنب العناصر غير الغذائية وتعزيز سلوكيات الأكل الصحي بشكل إيجابي؛ مكافأة.
العلاج السلوكي.
تتضمن تعليم الشخص آليات واستراتيجيات التأقلم لمساعدته على تغيير سلوكه.
التعزيز التفاضلي.
يتعلم الناس تجنب سلوكيات بيكا من خلال التركيز على السلوكيات والأنشطة الأخرى.
طور العلماء في مجتمع التوحد العديد من التدخلات الفعالة المختلفة، بما في ذلك إعادة توجيه انتباه الشخص بعيدًا عن الشيء المطلوب ومكافأته على التخلص منه.
حتى وقت قريب، لم تركز الأبحاث على الأدوية لعلاج الأشخاص المصابين ببيكا. اقترحت دراسة نشرت عام 2000 في مجلة تحليل السلوك التطبيقي أن مكملات الفيتامينات البسيط من الممكن أن يكون علاجًا فعالًا في بعض الحالات.
اضطراب بيكا هو حالة شائعة جدًا حول العالم، خاصة في بعض الظروف الصحية والبيئية المختلفة.
على الرغم من أنها حالة قد يخرج منها الناس أو يتوقفون عنها بمفردهم، إلا أنها قد تكون مشكلة خطيرة بالنسبة للبعض الآخر.
يكمن الخطر الأكبر لدى الأشخاص الذين يستهلكون عناصر سامة أو حادة يمكن أن تسد الجهاز الهضمي.
لحسن الحظ، يمكن أن تساعد علاجات وتقنيات الرعاية الصحية العقلية في تعافي هذه الحالة.
لذا إذا كان لديك بيكا، فمن الطبيعي أن تشعر بالحرج حيال ذلك، لكن مقدم الرعاية الصحية الخاص بك ليس موجودًا للحكم عليك، وظيفته هي مساعدتك في الحصول على الرعاية والموارد التي تحتاجها للتغلب على هذه الحالة. بهذه الطريقة، يمكنك المضي قدمًا في حياتك والتركيز على الأشياء الأكثر أهمية التي تستمتع بها كثيرًا.