ارتفاع ضغط الدم - أهم الأعراض والأسباب وطرق العلاج

بقلم د/منى ماهر
صورة لطبيب يقيس ضغط الدم لمريض

يعاني الكثير من الناس من مرض ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)، الذي يعد أحد الأمراض المزمنة والمنتشرة بشدة؛ وعلى الرغم من ذلك قد لا يشعر العديد من المرضى بأية أعراض.

ويتطور مرض ضغط الدم المرتفع بمرور السنوات دون ظهور أعراض واضحة على المريض.

ويزيد ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ولحسن الحظ فإنه يمكن اكتشاف هذا المرض بسهولة بمجرد قياس ضغط الدم، ومن ثم يمكن علاجه بطريقة صحيحة بواسطة الطبيب المختص؛ لذا يجب الالتزام بالفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض واتباع خطة العلاج المناسبة.

تعريف ضغط الدم المرتفع

يحدث هذا المرض عندما تكون قوة الدم على المدى الطويل ضد جدران الشرايين مرتفعة بدرجة كافية مما قد تسبب في النهاية الإصابة بمشكلات صحية خطيرة مثل أمراض القلب.


يحدد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها القلب ومقدار مقاومة تدفق الدم في الشرايين بواسطة جدران الشرايين؛ فكلما زاد ضخ الدم من القلب وقل اتساع الشرايين، ارتفع ضغط الدم.

ما هو قياس ضغط الدم الطبيعي؟


توجد قيمتان لقياس ضغط الدم الطبيعي وهما:

  • ضغط الدم الانقباضي (systolic pressure): هو الرقم العلوي ويعبر عن ضغط وقوة اندفاع الدم مقابل جدران الشرايين أثناء انقباض عضلة القلب ويكون قياسه 120 ملم زئبق.

  • ضغط الدم الانبساطي (diastolic pressure): هو الرقم السفلي ويعبر عن ضغط وقوة اندفاع الدم مقابل جدران الشرايين أثناء انبساط عضلة القلب ويكون قياسه 80 ملم زئبق.

قيم قياس ضغط الدم المرتفع

في حالة ارتفاع ضغط الدم فإن قيم القياس تكون أعلى من قيم قياس ضغط الدم الطبيعي ولكن تصنف هذه القيم إلى عدة مراحل:


  • المرحلة الأولى (Elevated blood pressure): يتراوح ضغط الدم الانقباضي في هذه المرحلة من 120 إلى 129 ملم زئبق، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أقل من أو يساوي 80 ملم زئبق، وتسمى هذه المرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم.


  •  المرحلة الثانية (Stage 1 hypertension): وفيها يتراوح ضغط الدم الانقباضي من 130 إلى 139 ملم زئبق، بينما يتراوح ضغط الدم الانبساطي من 80 إلى 89 ملم زئبق.


  • المرحلة الثالثة (Stage 2 hypertension): وفيها يكون قياس ضغط الدم الانقباضي 140 ملم زئبق أو أكثر، بينما يكون قياس ضغط الدم الانبساطي 90 ملم زئبق أو أكثر، وهى المرحلة الأشد خطورة بين الثلاث مراحل.


  • أزمة ارتفاع ضغط الدم (Hypertensive crisis): يعد قياس ضغط الدم الأعلى من 180/120 ملم زئبق حالة طارئة تتطلب رعاية طبية عاجلة.

وإذا شعر المريض أيضاً بألم في الصدر، أو مشاكل في الرؤية، أو صعوبة في التنفس أو ضعف وخدر؛ فإنها من علامات النوبة القلبية أو السكتة الدماغية ولابد فيها من إسعاف المريض على الفور.


  • ضغط الدم المرتفع الانقباضي (Isolated systolic hypertension): وفيه يكون ضغط الدم الانقباضي أعلى من 140 ملم زئبق، بينما يكون ضغط الدم الانبساطي أقل من 90 ملم زئبق. 

وهو النوع الأكثر شيوعًا بين كبار السن؛ إذ يصيب حوالي 15% من المرضى كبار السن. 

ويحدث نتيجة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، وأمراض الكلى المزمنة، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، وقصور الشريان الأورطي، ومرض السكري.

  • ضغط الدم المرتفع الانبساطي (Diastolic hypertension): وفيه يكون ضغط الدم الانقباضي في معدله الطبيعي ولكن يكون ضغط الدم الانبساطي أعلى من 80 ملم زئبق. 

وهو النوع الأقل شيوعاً ويحدث نتيجة لارتفاع معدلات الصوديوم أو السمنة المفرطة أو نقص النشاط البدني.


أسباب ارتفاع ضغط الدم

هناك نوعان رئيسيان من ضغط الدم المرتفع ولكل منهما سبب مختلف.

ارتفاع ضغط الدم الأولي (Primary hypertension)

في هذا النوع يتطور ضغط الدم المرتفع بمرور السنوات؛ وهو النوع الأكثر انتشاراً بين مرضى ضغط الدم المرتفع.

ورغم أن السبب الرئيسي لحدوثه غير معلوم إلا أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في ظهور هذا النوع منها:

  • العوامل الوراثية.

  • التقدم في العمر.

  • السلالة.

  • السمنة وزيادة الوزن.

  • تناول الكحوليات بكثرة.

  • مرض السكري.

  • تناول الصوديوم بكثرة في الطعام.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي (Secondary hypertension)

بعد ارتفاع ضغط الدم الثانوي أخطر من النوع الأول؛ إذ يحدث ويتطور بسرعة، إلى جانب وجود العديد من العوامل أو الحالات التي من الممكن أن تسبب ضغط الدم المرتفع الثانوي منها:

  • أمراض الكلى المزمنة.

  • اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية.

  • توقف التنفس أثناء النوم.

  • العيوب الخلقية في القلب.

  • الآثار الجانبية للأدوية.

  • استخدام العقاقير المحظورة.

  • بعض أورام الغدد الصماء.

أعراض ضغط الدم المرتفع

لا يعاني معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم من أعراض أو علامات على الرغم من الارتفاع الشديد لضغط الدم لديهم في كثير من الأحيان، لذا يسمى القاتل الصامت.

من المحتمل أن يعاني مرضى ضغط الدم المرتفع الأعراض التالية:

الصداع الشديد.

احمرار الوجه.
ضيق التنفس.
نزيف الأنف.
مشكلات في الرؤية.
ألم في الصدر.
عدم انتظام ضربات القلب.
ظهور دم في البول.

ولكن هذه الأعراض غير محددة، وفي الغالب لا تظهر إلا عند وصول ضغط الدم إلى مستويات مرتفعة غاية في الخطورة وتهدد الحياة.

مضاعفات ضغط الدم المرتفع


ارتفاع ضغط الدم أهم الأعراض والأسباب وطرق العلاج

يتسبب ضغط الدم المرتفع في حدوث أضرار جسيمة للقلب؛ إذ أنه يسبب تصلب الشرايين؛ مما يقلل من تدفق الدم والأوكسجين إلى القلب.


يؤدي هذا الضغط المرتفع وانخفاض تدفق الدم إلى حدوث مضاعفات مثل:


  • نوبة قلبية؛ والتي تحدث عندما يمنع وصول الدم إلى القلب ونتيجة إلى ذلك تموت خلايا عضلة القلب بالتدريج.

  • قصور القلب؛ والذي يحدث عندما لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم والأوكسجين لأعضاء الجسم الحيوية الأخرى.

  • عدم انتظام ضربات القلب؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.

  • سكتة دماغية؛ والتي تحدث عند انسداد أو انفجار الشرايين التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين.

  • التهاب الأعصاب الطرفية والعصب البصري.

  • فشل كلوي.

ارتفاع ضغط الدم للحامل

تعاني بعض السيدات الحوامل من ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل؛ وهذا يتطلب المتابعة المستمرة عن قرب للكشف عن ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه خلال فترة الحمل وينقسم إلى ثلاثة أقسام:


  • ضغط الدم المرتفع في الحمل: يبدأ بعد 20 أسبوع من الحمل، ولا يسبب أضرارًا للأم أو الجنين، ولكن يزول بعد 12 أسبوع من الولادة.

  • ضغط الدم المرتفع المزمن: يبدأ قبل الأسبوع العشرين من الحمل، ومن الممكن أن يؤدي إلى تسمم الحمل.

  • تسمم الحمل: هو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بعد الأسبوع العشرين من الحمل؛ ومن الممكن أن يؤدي إلى تلف بعض الأعضاء مثل الكبد أو الكلى؛ وتشمل علاماته وجود بروتين في البول وارتفاع شديد في ضغط الدم.

إذا لم نتمكن من السيطرة على ضغط الدم أثناء الحمل فمن الممكن حدوث مضاعفات مثل:

  • قلة تدفق الدم إلى المشيمة.

  • انفصال المشيمة.

  • انخفاض نمو الجنين.

  • الولادة المبكرة.

  • إصابة أعضاء الأم الأخرى.

ارتفاع ضغط الدم المؤقت

هو ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم؛ نتيجة لحدوث توتر أو مواقف عصبية ويزول بزوال هذا التوتر؛ إذ يعود ضغط الدم لقياسه الطبيعي مرة أخرى.


ومع ذلك فإن الارتفاعات المتكررة والمؤقتة في ضغط الدم قد تؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية والقلب والكليتين بطريقة مشابهة لارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.


لذلك يجب القيام بأنشطة تقليل التوتر؛ مثل تمارين التنفس، وأداء الأنشطة الرياضية، وأخذ قسط كافي من النوم.


العلاج

يشمل علاج ارتفاع ضغط الدم محورين متوازيين وهما تغيير نمط الحياة، وتناول العلاج الدوائي وفقًا للخطة العلاجية المناسبة للمريض.

أولا تغيير نمط الحياة

والذي يتضمن:

  • تقليل كمية الملح في الطعام.

  • اتباع نظام غذائي صحي.

  • إنقاص الوزن في حالات السمنة المفرطة.

  • ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام.

  • التقليل من الكافيين، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.

  • الامتناع عن التدخين.

العلاج الدوائي

غالباً ما يوصي الأطباء في البداية بجرعة منخفضة من الأدوية؛ لما لها من آثار جانبية طفيفة.

وقد يحتاج المريض إلى الجمع بين نوعين أو أكثر من الأدوية للتحكم في ضغط الدم.

وتشمل أدوية ضغط الدم المرتفع ما يلي:

  • مدرات البول؛ وتشمل الثيازيدات والكلورثاليدون والإنداباميد.

  • حاصرات بيتا وحاصرات ألفا.

  • حاصرات قنوات الكالسيوم.

  • مثبط الأدرينالين الطرفي.

  • موسعات الأوعية الدموية.

  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

  • حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.

في الختام تظل المتابعة الدورية أهم العوامل المساعدة في الكشف عن ارتفاع ضغط الدم وغيره من الأمراض المزمنة خاصةً في بدايتها وتساعد أيضًا في علاجها بطريقة صحيحة والوقاية من حدوث مضاعفات صحية خطيرة قد تهدد الحياة.






























تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-